روايتي

إليك أيها القلب المجهول بحياتي

أبعث نحوك رسالات استفساراتي

من تكون ومن أين دخلت أبوابي

ماذا تريد من تفتح أجراحي

لما تنضب وتعبث بذكرياتي

ما الذي بقي من حاضري ليكون ماضي

أثرت بداخلي براكين آمالي

دمرت قيود الحديد على أقفال أسراري

هاجت بك كل دواليب أحلامي

كنتُ أراك دوماً بعيداً عن أمنياتي

تمنيتك أن تمحي دهاليز أحزاني

مالي أراك تدمع على أحوالي

لماذا طرقت غياهب أبوابي

ماذا تريد من تاريخ ميلادي

اقتحمت كل شيءٍ في ذاتي

وأجبرتني أن تكون أحد ممتلكاتي

أيها القلب لما هدأت ثورتك تجاهي

هل تشبعت من تحطيم أيامي

هل ارتويت من نزف آلامي

هل تلذذت شفتاك من دمدمة دمائي

هل أصابك الجُبّنُ من وحدة أزماني

أخبرني ما الذي بقي لتعرفه عن حياتي

دعني أنا من يخبرك أحد أجدد أسراري

لقد أحببتك وأحببتها بكل نبضاتي

لا تسألني من تكون .. إنها حبيبة وجداني

إنها حاملتك حاملة مأساتي وآهاتي

صاحبة القلب الذي تَحملَ ضعفي وثوراتي

لقد عشقت قصصي وكتاباتي

إنها أميرتي ومالكة عرشي

أتعلم أيها القلب كم مدى أحزاني

أتعلم أنني لم أجد من يصغي إليَ سوى قلمي وأوراقي

أتعلم أن عهود أحبابي كانت وهماً يزيد أوجاعي

أتعلم أنني تهت بهذه الدنيا من كثرة حزني وزفراتي

أتعلم .. حتى عيناي أصبحت تبكي لدموعي ..!

ومازلتُ أحزم أمتعة ترحالي

لكنني لم أخضع لكل حالاتي

وتملكت عالم الأحزان وكنتُ أميراً لآلامي

لقد بحثتُ كثيراً عن دروب مملكتي

وتخيلتُكِ يا حبيبتي قادمة لتخترقي حدودي

أميرتي ساحرتي ضميني نحوك وأنسيني دنيتي

أنتي يا صاحبة الوردة الحمراء اشتقتُ لاحتضانكِ

نثرت حروف همساتكِ فوق رمالي

ونقشت بريشتي اسمك بين جنبات صدري

تجول بأصدائي الدموع حول أشلائي

أمازلتِ تذكرينني ..! هل مازلتُ حبيبك ومليكِكِ يا فاتنتي ..!

تطول بروايتي سطوري وقصاصات أوراقي

ومازلتُ أبحثُ عن صغيرتي حول ألعابي

عاشقتي ضمدي لي جراحي

اقرئي مهاترات الأسرار في كهوف نفسي

لا تسأليني عن ليلى ولا عبلة فأنتي أميرةُ الجميلاتِ

دعيني أقتحمُكِ واجعلي من عيناكِ معلقة كلماتي

سأهيم في بحوركِ وأسرح في خيالات واقعي

ضميني واجعلي أضلاعك تلامسني وتدفئني

سيدتي لا ترحلي أمهليني دقائق لأرتب أفكاري

سأعيد حساباتي وسأعود طفلاً في أحضانكِ فعلميني

أيتها الزعيمةُ الثوريةُ العاشقةُ لا تتركيني

أدخليني مدن عواصمكِ الباريسية وتملكيني

سأوقف لكي قلبي ونبضي وأقطع لأجلك كل شراييني

سأبتر العصر السحيق الذي عشته من دونكِ سيدتي

وسأحلق عبر جناحات الأمل بصحبتكِ يا أميرتي

فلن تعنيني كنوز الوهم ولن تغنيني

فغير مائك في العالم لا يرويني

سأشعل الفحم في مدفئتي .. وأحرق لوحات أوجاعي

ستكونين ماضي الذكريات وحاضري المشرق حول الأماني

سأسحق كل السدود التي تبعدكِ عن مملكتي

وأبسطُ لكي يدايَ وأحملكِ على كفايَ لأعلى عرشي