أَكْذِبَنَّكَ إِنَّ الحُبَّ مُتَّهَمٌ ×× بِالجَوْرِ يَأْخُذُ مِنَّا فَوْقَ مَا وَهَبَا
كَمْ شَيَّعَ الأَدَبُ المَفْجُوعُ مُحْتَضِرَاً ×× لَدَى العُيُونِ وَعِنْدَ الصَّدْرِ مُحْتَسَبَا (18)
صَرْعَى نَشَاوَى بِأَنّ الخَوْدَ لُعْبَتُهُمْ ×× حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَظُوا كَانُوا هُمُ اللُعَبَا
أَرَتْهُمُ خَيْرَ مَا في السِّحْرِ مِنْ بُدعٍ ×× وَأَضْمَرَتْ شَرَّ مَا قَدْ أَضْمَرَتْ عُقُبَا
عَانَى لَظَى الحُبِّ "بَشَّارٌ" وَعُصْبَتُـهُ ×× فَهَلْ سِوَى أَنَّهُمْ كَانُوا لَـهُ حَطَبَا **
وَهَلْ سِوَى أَنَّهُمْ رَاحُوا وَقَدْ نَذَرُوا ×× لِلْحُبِّ مَا لَمْ يَجِبْ مِنْهُمْ وَمَا وَجَبَا
هَلْ كُنْتَ تَخْلُدُ إِذْ ذَابُوا وَإذْ غَبَرُوا ×× لَوْ لَمْ تَرُضْ مِنْ جِمَاحِ النَّفْسِ مَا صَعُبَا
تَأْبَى انْحِلالاً رِسَالاتٌ مُقَدَّسَـةٌ ×× جَاءَتْ تُقَوِّمُ هَذَا العَالَمَ الخَرِبَا
يَا حَافِرَ النَّبْعِ مَزْهُوَّاً بِقُوَّتِهِ وَنَاصِرَاً ×× في مَجَالِي ضَعْفِهِ الغَرَبَا (19)
وَشَاجِبَ الْمَوْتِ مِنْ هَذَا بِأَسْهُمِهِ ×× وَمُسْتَمِنَّاً لِهَذَا ظِلَّهُ الرَّحِبَا
وَمُحْرِجَ المُوسِرِ الطَّاغِي بِنِعْمَتِهِ أَنْ يُشْرِكَ الْمُعْسِرَ الخَاوي بِمَا نَهَبَا
والتَّاج إِذْ تَتَحَدَّى رَأْسَ حَامِلِهِ ب×× ِأَيِّ حَقٍّ وَإِجْمَاعٍ بِه اعْتَصَبَا
وَهَؤُلاء الدُّعَاةُ العَاكِفُونَ عَلَى ×× أَوْهَامِهِمْ، صَنَمَاً يُهْدُونَهُ القُرَبَا (20)
الحَابِطُونَ حَيَاةَ النَّاسِ قَدْ مَسَخُوا ×× مَا سَنَّ شَرْعٌ وَمَا بِالفِطْرَةِ اكْتُسِبَا
وَالفَاتِلُونَ عَثَانِينَاً مُهَرَّأَةً ×× سَاءَتْ لِمُحْتَطِبٍ مَرْعَىً وَمُحْتَطَبَا (21)
وَالْمُلْصِقُونَ بِعَرْشِ اللهِ مَا نَسَجَتْ ×× أَطْمَاعُهُمْ: بِدَعَ الأَهْوَاءِ وَالرِّيَبَا
وَالْحَاكِمُونَ بِمَا تُوحِي مَطَامِعُهُمْ ×× مُؤَوِّلِينَ عَلَيْهَا الجِدَّ وَاللَّعِبَا
عَلَى الجُلُودِ مِنَ التَّدْلِيسِ مَدْرَعَةٌ ×× وَفِي العُيُونِ بَرِيقٌ يَخْطَفُ الذَّهَبَا
مَا كَانَ أَيُّ ضَلالٍ جَالِباً أَبَدَاً ×× هَذَا الشَّقَاء الذِي بِاسْمِ الهُدَى جُلِبَا
أَوْسَعْتَهُمْ قَارِصَاتِ النَّقْدِ لاذِعَةً ×× وَقُلْتَ فِيهِمْ مَقَـالاً صَادِقَاً عَجبَا
"صَاحَ الغُرَابُ وَصَاحَ الشَّيْخُ فَالْتَبَسَتْ ×× مَسَالِكُ الأَمْرِ: أَيٌّ مُنْهُمَا نَعَبَا"
أَجْلَلْتُ فِيكَ مِنَ المِيزَاتِ خَالِدَةً ×× حُرِّيَّةَ الفِكْرِ وَالحِرْمَانَ وَالغَضَبَا
مَجْمُوعَةً قَدْ وَجَدْنَاهُنَّ مُفْرَدَةً ×× لَدَى سِوَاكَ فَمَا أَغْنَيْنَنَا أَرَبَا
فُرُبَّ ثَاقِبِ رَأْيِ حطَّ فِكْرَتَـهُ ×× غُنْمٌ فَسَفَّ.. وَغَطَّى نُورَهَا فَخَبَا
وَأَثْقَلَتْ مُتَعُ الدُّنْيَا قَوَادِمَهُ ×× فَمَا ارْتَقَى صُعُدَاً حَتَّى ادَّنَى صَبَبَا
بَدَا لَهُ الحَقُّ عُرْيَانَاً فَلَمْ يَرَهُ ×× وَلاحَ مَقْتَلُ ذِي بَغْيٍ فَمَا ضَرَبَا
وَإِنْ صَدَقْتُ فَمَا فِي النَّاسِ مُرْتَكِبَاً ×× مِثْلُ الأَدِيبِ أَعَانَ الجَوْرَ فَارْتكبَا
هَذَا اليَرَاعُ، شوَاظُ الحَقِّ أَرْهَفَهُ ×× سَيْفَاً، وَخَانِعُ رَأْيٍ رَدَّهُ خَشَبَا
وَرُبَّ رَاضٍ مِنَ الحِرْمَانِ قِسْمَتهُ ×× فَبَرَّرَ الصَّبْرَ وَالحِرْمَانَ وَالسَّغَبَا
أَرْضَى، وَإِنْ لَمْ يَشَأْ، أَطْمَاحَ طَاغِيَةٍ ×× وَحَالَ دُونَ سَوَادِ الشَّعْبِ أَنْ يَثِبَا
وَعَوَّضَ النَّاسَ عَنْ ذُلٍّ وَمَتْرَبَةٍ ×× مِنَ القَنَاعَةِ كَنْزَاً مَائِجَاً ذَهَبَا
جَيْشٌ مِنَ الُْمُثُلِ الدُّنْيَا يَمُدُّ بِهِ ×× ذَوُو الْمَوَاهِبِ جَيْشَ القُوَّةِ اللَّجَبَا
آمَنْتُ بِالله وَالنُّورِ الذِي رِسَمَتْ ×× بِهِ الشَّرَائِعُ غُرَّاً مَنْهَجَاً لَحِبَا
وُصْنْتُ كُلَّ دُعَاةِ الحَقِّ عَنْ زِيَغٍ ×× وَالْمُصْلِحِينَ الهُدَاةَ، العُجْمَ وَالعَرَبَا
وَقَدْ حَمِدْتُ شَفِيعَاً لِي عَلَى رَشَدِيَ ×× أُمّاَ وَجَدْتُ عَلَى الإِسْلامِ لِي وَأَبَا
لَكِنَّ بِي جَنَفَاً عَنْ وَعْيِ فَلْسَفَةٍ ×× تَقْضِي بِأَنَّ البَرَايَا صُنِّفَتْ رُتَبَا (22)
وَأَنَّ مِنْ حِكْمَةٍ أَنْ يَجْتَبَي الرُّطَبَا ×× فَرْدٌ بِجَهْدِ أُلُوفٍ تَعْلِكُ الكَرَبا (23)