الدارمي هو احد انماط الشعر الشعبي المتداول في مناطق الفرات الاوسط وجنوب العراق
وكل بيت من الدارمي هو بمثابه قصيده كامله لما يحمله من بلاغه في المعنى وجمال في الصوره
والدارمي حينما يقال لايحتاج الى بيت اخر ليكمل معناه كما يحدث في انماط الشعر الشعبي
الاخرى
ومعظم الاغاني العراقيه القديمه كانت تتكون من مجموعه من الدارميات يغنى حسب لحن وايقاع معينين وقد اطلق عليها (البسته )
وهذه الدارميات هي التي يغنيها المطرب بعد الموال وغالب ماتكون ذات ايقاع سريع راقص
وفي بعض المناطق اطلق عليه تسميه (غزل البنات )
ويتألف كل دارمي من شطرين صدر وعجز كما هو شأن كل بيت شعري
واقرب الروايات الى التصديق ترجع اصل الدارمي الى فتاه من قبيله (بني دارم )
في الريف محافظه ميسان حيث قالت اول بيت من الشعر الشعبي تام المعنى
ومستوفي لكل الشروط الفنيه دون الحاجه
لان يلحقه بيت اخر يكمله واخر يكمل الذي اكمل الاول لتكون
قصيده انها قالت بيت واحد فقط وظل هذا البيت يردد بين الناس
مع الغرابه التي ررافقته بسبب تفرده وكل غريب مثير با الاضافه لسهوله حفظه كان انتشاره سريعا وواسعا وهذا ماحفز اخرين على قول دارميات اخرى حذت حذوه
ولقد ظهر كحاجه سريعه ويعبر به القاءلون عما يعتمل في نفوسهم
من الم وبؤس وشقاء ولم يقتصر نظم الدارمي على الشعراء بل تجاوزهم ليشمل الكثير ممن لم يحترفوا الشعر وخاصه ابناء الريف
فما ان تهتز العاطفه الانسانيه الاوتبدع وتجري الالسنه بحزن وعتاب
ولقد حوى الدارمي اغلب الاغراض المتعارف عليها في الشعر والشعبي من عتاب وتوجع وحماس ورثاء وغزل وهجاء وفلسفه واكثرها
عمقا واقربها للنفوس الغزل والعتاب والرثاء
مع تحياتي